سبل العيش

في عالم تتشابك فيه التحديات الاجتماعية والاقتصادية، يظل تمكين المرأة حجر الزاوية لتحقيق التنمية المستدامة والازدهار المجتمعي. من هذا المنطلق، نقدم برنامجنا الرائد لسبل العيش، المصمم خصيصًا لدعم النساء العائدات من مخيم الهول ونساء المجتمع المضيف. يهدف هذا البرنامج إلى تجاوز مجرد تقديم المساعدة، والانتقال إلى مرحلة بناء القدرات الذاتية، مما يسمح للمشاركات باستعادة مكانتهن في المجتمع كقائدات ومنتجات.

بناء القدرات الاقتصادية: المهارات كأداة للتحرر

نؤمن بأن المعرفة قوة، وأن المهارة هي مفتاح الاستقلالية. لذا، يركز برنامجنا على تزويد النساء بمهارات مهنية تلبي احتياجات سوق العمل المحلي، مما يضمن أن تكون المخرجات ذات قيمة اقتصادية حقيقية. تشمل الدورات التدريبية مجموعة واسعة من الأنشطة التي تتراوح بين الحرف اليدوية التقليدية مثل الخياطة ,التطريز والحلاقة النسائية. هذه المهارات ليست مجرد أدوات لكسب العيش، بل هي وسيلة لإعادة بناء الثقة بالنفس، وتحويل الأفكار إلى مشاريع ناجحة تساهم في دعم الأسرة والمجتمع.

الدعم المتكامل: من التدريب إلى الاستدامة

إدراكًا منا بأن رحلة التمكين لا تنتهي بانتهاء الدورة التدريبية، يتبع برنامجنا نهجًا شاملًا يضمن الاستدامة. نقدم للمشاركات حزم دعم لمدة ثلاثة أشهر بعد إتمام التدريب. هذه الحزم ليست مجرد معونات، بل هي استثمار في مستقبلهن، حيث يمكن أن تشمل الأدوات والمواد اللازمة لبدء مشاريعهن الصغيرة.

بالإضافة إلى الدعم المادي، نوفر دعمًا فرديًا متخصصًا. يقوم مرشدون متخصصون بزيارات متابعة ودعم مباشر (واحد لواحد)، لتقديم المشورة الفنية، ومواجهة التحديات العملية، وتقديم الدعم المعنوي. هذا الدعم المستمر يضمن تحويل الأفكار إلى واقع، ويساعد النساء على تجاوز العقبات التي قد تعيق مسيرتهن نحو النجاح

المساحات الآمنة: جسر نحو الاندماج الاجتماعي

التمكين لا يقتصر على الجانب الاقتصادي فقط، بل يشمل أيضًا إعادة بناء الروابط الاجتماعية. يمثل مخيم الهول تجربة قاسية تركت أثرًا نفسيًا واجتماعيًا على العائدات. لذلك، يولي برنامجنا أهمية قصوى لخلق مساحات آمنة حيث يمكن للنساء التجمع، وتبادل الخبرات، وبناء علاقات قوية. من خلال الفعاليات الاجتماعية المنظمة، نوفر بيئة داعمة تساعد على كسر الحواجز، وتعزيز التفاهم المشترك بين العائدات ونساء المجتمع المضيف. هذه اللقاءات ليست مجرد فعاليات ترفيهية، بل هي فرصة للشفاء، وبناء الثقة، وإعادة دمج النساء في نسيج المجتمع.


من خلال هذا البرنامج، نهدف إلى تحقيق أكثر من مجرد تحسين الظروف المعيشية. إننا نسعى لإعادة رسم مستقبل مشرق، تمكّن فيه كل امرأة من أن تكون شريكة فاعلة في بناء مجتمعها. إنه استثمار في الإنسان، استثمار في مستقبل الأمل والازدهار.